التفاحة والحياء

دخلت امرأة على ابو حنيفة في مجلسه وعنده طلبة العلم وكانوا يتدارسون           

 فاقتربت منه فأخرجت تفآحه آحد جانبيها
احمر والجانب الاخر اصفر !
فوضعتهآ بين يديه ولم تتكلم
فأخذها ابو حنيفة وشقهآ نصفين ،
فقامت المرأه وخرجت من المسجد !
ولم يعرف اصحابه مرادها
فسألوه عن ذلك ؛
فقال لهم : إنها ترى دم الحيض تارة احمر
مثل احد جانبي التفاحه وتارة اصفر
مثل الجانب الآخر وتريد أن تعلم أيهما
يكون حيضاً أو طهراً ،،
فشققت التفاحة وأريتهآ باطنهآ
وأردت بذلك انها لاتطهر حتى ترى البياض
مثل باطنها وقامت وخرجت من المسجد 

ما اجمل الحياء ...يعطي الانسان وخاصة المرأة ...كساء من الجمال الخاص

ويجبر من امامك على احترامك وحبك وتقديرك ...

ولكن ما حالنا اليوم.....وخاصة من يستفتين من النساء...

هل حناك حياء كما عند هذه المرأة التي غلفت فتواها بالحياء والادب والذكاء

ام انه بدعوا لا حياء في الدين....نستطرد في ادق التفاصيل ...ونلقي بالالفاظ والمسميات الصريحة ولا نبالي ..وننسي الحياء بل ونركنه جانبا غير آبهين به بدعوا التعلم!!

نعم لا حياء بالدين ...ولكن لاننسى ان الحياء من الايمان وهما بمنزلة واحدة اذا رفع احدهما رفع الاخر...

ولاننسي ايضا اننا في عصر تقدم به العلم ففي كتابة كلمة واحدة في محرك البحث ....يأتي لك بكل ما يتعلق بهذه الكلمة من مدلولات....تغنى عن كسر حاجز الحياء ونزعه من الحديث وحتى لو كان للفتوى وخاصة عند النساء

وان كان ولا بد فهناك الايميلات والرسائل ..

وان كان ولا بد من السؤال المباشر....فما اجمل رداء الحياء اذا غطى على الكلمات وتسترت خلفه الحاجات ....

فما ادل على ذلك الا كتاب ربنا جل وعلى....ففي بعض المواضع التي لايتناسب معها التصريح ....تجدها اكتست بالتلميح أو بالتشبيه البليغ... 

حتي لا يُخدش الحياء.....وتكفي الاشارة في هذه المواضع ...ان اللبيب بالاشارة يفهمُ.....

فالحياء يزيد الجمال جمالا....ويزيد المرأة لونا اخر يميزها 

وعُد الحياء من الايمان ...فالله جل في علاه حيي

ورسولنا صلي الله عليه وسلم كان اشد حياءا من العذراء في خدرها ...

وعثمان رضي الله عنه كان شديد الحياء ...ومن شدة حيائه كنت الملائكة تستحي منه...

وعذرا قد استطردت كثيرا ..لكن حقيقة وقفت على هذا الموقف كثيرا وخاصة في طريقة الفتاوى وغيرها وانا ارى  حالنا وكيف هو مؤشر الحياء لدينا ..فرأيت ان المؤشر في خطر وقارب على النفاذ...فيارب سترك