جميل أثر ،،،

قطعة من عذاب

ساروا على الجمال ...قطعوا بها الفيافي والصحاري القاحلة ..
كادوا ان يشارفوا الموت...أضناهم التعب ..قطعهم الارهاق..
مشوا الشهور والايام ..واليالي العجاف...في زمهرير الشتاء ...والصيف القائض..
حتى يصلوا الى مبتغاهم..فيصل فيها الغريب الى اهله ..والحبيب إلى محبوبه ..
والتاجر الى تجارته....فقال النبي صلى الله عليه وسلم عنه: (السفر قطعة من العذاب)
إنه السفر....

اخترعوا السيارات فهذا أسهل ..تطوى بها المسافات ...وحملوها بأجهزة التكيف...وأجهزة الاستماع الاخرى ...للاستمتاع بالطريق
وسافروا بها ...فهو قطعة من عذاب ولا زال ...

جلبوا القطار ....كأنك جالس في مقهى وما عليك إلا ان تنتظر مكان وصولك ...وكل ما تشتهي عندك ...دع القيادة لنا وتمتع بالرحلة 
ولكن يبقى قطعة من عذاب ولا زال....

ثم جاءنا أسرع اختراعات العصر في المواصلات ....الطائرات ..زُودت بكل وسائل الراحة والترفيه...فمن الوجبات المختلفة على مدار الرحلة إلى أنواع المشروبات ..والالعاب الالكترونية وأحدث الافلام والمجلات فكأنما الانسان جالس في بيته بل في غرفته 
يُدار عليه ما لذ وطاب وما أراد 

كل ذلك لأجل ان يستمتع برحلته وينسى التعب ....ولكن يبقى أنه قطعة من عذاب !
فحتى تصل إلى غايتك من هذا السفر ..فلا بد من أن ينالك قطعة من عذاب أو التعب...
وبالفعل ولوكانت مدة سفرك لا تستغرق سوى نصف ساعة بالطائرة ...فلا بد من التعب والارهاق..
فيجب عليك أن تكون قبل الموعد بظرف ساعتين في المطار ترتب أمور رحلتك..من قطع تذكرة ركوب الطائرة إلى شحن الامتعة إن وجدت إلى الجلوس وانتظار ابواب الطائرة تفتح ...حتى تدخلها وتستمتع برحلة النصف ساعة...وقد نالك من التعب والارهاق الشئ الكثير...فكأنما هو قطعة من عذاب..
والكثير اليوم يتجاوز مراحل الانتظار حتى لا يرهق نفسه ولا يشعر بعذاب الانتظار..فأما ان يكلف شخصا لقطع بطاقة دخول الطائرة بدلا منه أو يقطعها هو قبل إقلاع الطائرة بأربع وعشرين ساعة 
ولكن!! يبقى التوتر وحساب الوقت والعجلة في الوصول إلى المطار... والخوف من فوات الرحلة عليه....
كلها في انتظاره والاخذ من راحته الشئ الكثير..
ويبقى أنه قطعة من عذاب ....
فكل وسائل العصر الحديثة ...وكل التكنلوجيا ...لن تستطيع أن تقضي على تعب السفر ...
فلابد أن يكون هناك تعب ولو قل نوعه...يُشعرك بأن هذا هو السفر...
صحيح أنه لا يُقاس تعبنا اليوم..بتعب من كانوا على الجمال في سفرهم فالقياس غير وارد هنا...
ولكن نقيس على حياتنا المرفهة المنعمة فتعب السفر اليوم بقياس هذه  الحياة...
ويبفى أن نلهج بالحمد لله على نعمه علينا سبحانه في عصر التكنلوجيا...فدوام النعم بالشكر عليها 
وصلى الله وسلم على صاحب جوامع الكلم..ومن لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحىٌي يوحى...
ولا تنسى دعاء السفر فهو أعظم ما يُخفف عنا عناء السفر ويطوي عنا بعده...

وتذكر حصتك من الدعاء المقبول في وقت سفرك ..
فإنه من الوقت المُجاب الدعوة فيه ..
فليكن حضك منه كالاسد من فريسته...
فلا تدري أتصل إلى مُبتغاك ..
أم يباغتك الموت قبله...

1 التعليقات:

No0o0o0ra يقول...

حييتت هاجر الثراء بكل خير
ومبارك عليك الانطلاقة المباركة
جعلها ربي من أثار الخير الباقية والممتدة لك بالاجر والرفعة
جميل ما خطته أناملك من وقفة تحتاج منا إلى وقفة والأجمل من ذلك كله
انطلاقتك المتزامنة مع أيام العشر المباركة
فلنجدد النية ولنحتسبها من العمل الصالح النافع بإذن الله
علنا ننتفع بها بعد رحمة الله يوم لا ينفع مال ولا بنون
أنا دوما هنا من المتابعات
لا حرمت خيركم