جميل أثر ،،،

توطئة أقدار

حقيقة بديهية لا يمكن لشخصين الجدال فيها على مستوى العالم 
وهي عدم معرفتنا معشر البشر بالغيب 
وحتى لو ادعى مدع معرفته بالغيب وتنبأ بطرق غير مشروعة في الدين الاسلامي
فلا يمكن ان يجزم انها ستحصل حقيقة!!
وذلك من رحمة الله بنا عدم معرفتنا بالغيب 
وماذا سيحصل غدا او حتى بعد لحظة ....بعد ثانية لا نعلم ما سيحدث...
رحمة بنا بنو البشر....
حتى لا ننشغل عن يومنا ومهامنا الحالية 
بما سيحصل في القريب او في المستقبل...
ولا نهتم لخبر سئ سيحدث لنا ...
(وخلق الانسان عجولا)
ولكن في بعض الاحيان تحصل لك مواقف 
كأنها توطئة لحدث سيحصل في حياتك...!
في بعض الاحيان اشعر أنها تمهيد للانسان 
لموقف سوف يحدث فيما بعد 
ومثال على ذلك حتى تقرب الصورة اكثر ..
من يقرب أجله... ويوافيه القدر... 
فقبل أن يُتوفى تجده يودع أهله!!!
وأحبابه ويتفقد كل من حوله وكل من يحب..
كأنه يودعهم !!
تجده في صحة وعافية ..
فيقوم فجأة ومن غير عادته يسلم على أهله ؟!
وماهي إلا بُرهة من الزمن ..
فتصعد روحه إلى بارئها 
وقتها فقط ندرك السبب!!
وكأنها انكشفت عن بصرنا حقيقة لم نحس بها ..
فنقول بلسان واحد:
كان يودعنا
لا بُد وان كل منا حصل له موقف كهذا..
ذلك ما حصل لي قبل اغترابي...
وقبل ان اعرف  انني على وشك اغتراب
ابداً ولا كانت هناك اي نية او فكرة لذلك..
كنت دائما شغوفة بقراءة قصص المغتربين 
كنت اريد ان اعرف اكثر عن حياتهم ...معيشتهم ...شعورهم ...
للفضول فقط ..ليس ثمة شئ آخر...وقتها 
لما امسك بمجلة وفيها قصة شخص عاش بالغربة ..
أبدأ بها اولا..يمتلكني شغف كبير حتى انهى تلك القصة 
أو أي موضوع يتحدث عن الغربة تجدني متعلقة فيه
أقرؤه بتمعن ورويه وتركيز ..
وقتها كنت لا اعرف لماذا؟؟! هذا الفضول والاهتمام
الذى اعرفه فقط انها تشدني هذه المواضيع والقصص
وأذكر في ذلك الوقت يعرض على قناة المجد 
برنامج (قصة نجاح) للدكتور.فهد السنيدي
كنت اتابعه دائما ...فأغلب الذين قابلهم كان لهم نصيب من الغربة !!
وكان هذا يشدني!!
بعدها بأشهر قليلة ..جاء خبر قبول زوجي بالبعثة ...وقرار اغترابي..
هل كان لذلك الاهتمام ..علاقة بهذا الحدث..؟؟؟
كثيرة هي المواقف في حياتنا تحصل مثل ذلك..!
أتُرى أهي توطئة للنفس؟؟ وتمهيد لنا لتقبل الاحداث والمواقف..؟
أهي رحمة من الرحيم الودود..لعدم معرفتنا بالغيب ..
ربما.....

0 التعليقات: