على اول طائرة حملتني الى الغربة,,,,,,,من مطار هيثرو بلندن الى الغربة,,,,,الى البلد الذي سأعيش فيه مرحلة من عمري,,,
لا أدري وقتها,,,,, هل ستكون سنين ام تنحصر على شهور لا أعلم؟؟
لأن كل ما في الامر غربة,,,كل شئ سيكون غريب عنك لا تعلم عنه شئ!!!
كل شئ سيحدث حسبما تفرضه عليك الغربة,,,,,بعد تقدير الله عز وجل
كيف أن الانسان في بعض الاحيان يسير الى المجهول لا يعلم ,,,الى اين؟,,,,,أو الى متى؟,,,,,أو كيف يكون؟,,,,,
تمر عليك فترة زمنية قد يتحتم عليك السير إلى طريق لست تعلم معالمه بعد,,,,ولا نهايته,,,,ولكن قد تعلم شيئا من النتيجة التي ستحققها في المستقبل أو قد تكون أُمنية لك تريد أن تصل إليها ,,,,,
من أجل هذا تُغامر لأن تذهب وتسير في هذا المجهول,,,وكم هو شعورٌصعب حين تلامسه,,,,,
موضوعي الذي سأكتب عنه هو عن بعض المواقف حدثت في تلك الطائرة حركت في نفسي اشياء كثيرة- وإن استطردت قليلا في الكلام عن الغربة والتى سيكون لها موضوع خاص إن شاء الله-
الوقف الأول,,, الذي أدهشني جدا هو ذلك الرجل العجوز الذي بلغ من العمر عتيا,,,,وقد شاب رأسه ورق عظمه,,,
رأيته وبكل قوته وحيويته جالس على كرسي الطائرة,,,وعليه النظارات ذات العدسات العريضة,,,,التي تدل على ضعف شديد بالنظر
ممسكاً بيده اليمنى كتاباً يحتوي على عدد كبير من الصفحات,,,,وبيده الاخرى,,,,ماذا؟؟ إنه العجب,,,, إنه الاصرار والعزيمة والهمة,,
لك أن تخمن ما يحمل بيده؟؟؟وهو ماشدني وإلى الان عالقة الصورة بذهني !!
إنه ممسك بيده اليمني كتابا وباليد الأخرى عدسة مُكبرة للقراءة فوق ما يلبس من نظارات !!!!!
بلا يأس ولا فتور وجلس على هذه الحال وقتا طويلا يقرأ..
فماذا نقول نحن من نمتلك الصحة والفراغ ,,,ودائما نتعذر بضيق الوقت وكثرت المسؤوليات
ماذا نقول نحن أُمة من أُُُُنزل عليها (إقرأباسم ربك الذي خلق)
الموقف حرّك فيني أشياء كثيرة ,,,,,,,